samedi 27 octobre 2012

هل ذُكِرَ اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الإنجيل؟ والرد على شبهة تعدد الأسماء لمسمى شخص واحد


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد كتب بعض الإخوة سؤالاً هذا نصه: (لماذا لم يذكر الله سبحانه وتعالى في الإنجيل أن الرسول القادم للبشر بعد عيسى -عليه السلام- اسمه محمد بدلا من أحمد حتى يقتنع النصارى. السائل: محمد محمود)
فكتبت هذا الجواب:

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ}.
وقال عز وجل: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}.
فَإِنَّ البشارة بمحمد -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- فِي الإنجيل لَمْ تقتصر عَلَى ذكرِ اسمه، بل ذكر فِيْهَا بعض صفاته كَذَلِكَ، بل ذُكِرَ فِيْهَا باسم مُحَمَّد أيضاً.
وَلَكِنْ أنبهك إلَى أنَّ الكِتَاب المقدس عِنْدَ النَّصَارَى لَيْسَ الإنجيل فَقَطْ، بل التوراة والإنجيل.
فَقَدْ رَوَى الدَّارِمِيُّ(1/17) بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ عَنْ كَعْبٍ الأحبار قَالَ: "في السطر الأَوَّل - يَعْنِي: مِن التوراة -: مُحَمَّد رَسُول الله عبدي المختار لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام.
وَفِي السطر الثَّانِي: مُحَمَّد رَسُول الله، أمته الحمادون، يحمدون الله في السراء والضراء، يحمدون الله في كل منزله، ويكبرون على كل شرف، رعاة الشمس يصلون الصلاة إذا جاء وقتها، ولو كانوا على رأس كناسة، ويأتزرون على أوساطهم، ويوضؤون أطرافهم، وأصواتهم بالليل في جو السماء كصوت النحل".
وَفِي سفر التكوين 17 (20) : "وأما إِسْمَاعِيْلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيْهِ، ها أنا أباركه، وأثمره وأكثره كثيراً جداً جداً. اثني عشر رئيساً يلد، وأجعله أمة كبيرة".
فَقَدْ وَرَدَ النص فِي التوراة باسم مُحَمَّد ، وبوصفه.
وورد فِي الإنجيل اسمه أحْمَد، واسم محمد ووصفه مفصلاً مِمَّا يُبَيِّنُ أن محمداً وأحمد عِنْدَ النَّصَارَى اسمان لشخص وَاحِد كَمَا هُوَ فِي الأحَادِيْثِ أن الرَّسُول-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- لَهُ أَسْمَاء عديدة مِنْهَا: مُحَمَّد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب..
رَوَى ابنُ سَعْدٍ بِسَنَدٍ حسنٍ عَنْ سهلٍ مولى عتبة وَكَانَ نصرانياً فأسلم وَقَالَ: إنه مكتوب فِي الإنجيل: "إنه لا قصير ولا طويل، أبيض، ذو ضفيرين، بَيْنَ كتفيه خاتم، يكثر الاحتباء، ولا يقبل لصدقة، ويركب الحمار والبعير، ويحتلب الشاة، ويلبس القميص مرقوعاً، ومن فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ برئ منَ الكبرِ وَهُوَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ ذرية إِسْمَاعِيْل، اسمه أحْمَدُ".
وَفِي إنجيل برنابا (ص/58-59) فقرة16-28 الفصل 39 حَيْثُ وَرَدَ فِيْهِ: "فَلَمَّا انتصب آدم عَلَى قدميه، رأى فِي الهواء كتابة تتألق كالشمس، نصها: لا إله إلا الله وَمُحَمَّدٌ رَسُول الله، ففتح حِيْنَئِذٍ آدم فاه، وَقَالَ: أشكرك أيها الرب إلهي، لأنك تفضلت فخلقتني، وَلَكِنْ أضرع إليك أن تنبئني مَا مَعْنَى هَذِهِ الكلمات"مُحَمَّد رَسُول الله"؟
فأجاب الله: مرحباً بك يا عبدي آدم، وإني أقول لَكَ: إنك أَوَّلِ إنسان خلقت، وَهَذَا الَّذِي رأيته إنما هُوَ ابنك الَّذِي يَأتِي إلَى العالم بَعْدَ الآن بسنين عديدة، وسيكون رسولي.."
وهذه أخبار من كتب أهل الكتاب نحدث بها، ولا نصدقها ولا نكذبها، ولكنها حجة على من يعتقد صدقها من النصارى.
فتقنع النَّصَارَى بِمَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي التوراة الَّتِي هِيَ كِتَابُ التشريع عِنْدَهُمْ، وَكَذَلِكَ بِمَا وَرَدَ مِنِ اسمه ووصفه -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- فِي الإنجيل، وَكَذَلِكَ تُبَيِّنُ أن تعدد الأَسْمَاءِ للشخص الواحد أمر معهود مَعْرُوفٌ، فَإِنَّ عِيْسَى عَلَيْهِ السَّلامُ اسمه : عِيْسَى، وكلمة الله (أيِ: المخلوق بأمر الله الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ)، وروح الله(أيِ المخلوق بروح مخلوقة نفخها جبريل فِي درع مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلام) .
وَاللهُ أَعْلَمُ. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ
كتَبَهُ: الشيخ / أسامةُ بن عطايا العُتَيْبِي - حفظه الله تعالى -.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire